قصص عن المحافظة على البيئة
ظهر اهتمام الإسلام جليا بالبيئة في القرآن الكريم وفي السنة, ومن قصص الأنبياء في القراَن الكريم نستخلص ضرورة العناية بالبيئة فرعايتها والحفاظ عليها اعتراف بفضل الله ونعمته علينا وإفسادها وتخريبها معصية للخالق وخروج عن طاعته. فكان قتل قابيل لهابيل أول جريمة بيئية على وجه الأرض بسبب تلوث أفكاره والحقد والكراهية، كما كان عقر ناقة صالح عليه السلام، والتي أخرجها الله من بين الصخور وإنزال العذاب بهم لعقرهم الناقة لكي لا تزاحمهم شرب الماء، دليلا على الاهتمام بالحيوان وحقه كالبشر في التمتع بالنعم الإلهية، وفي قصة نبي الله نوح عليه السلام العبد الصبور والشكور، والذي دعا قومه ليلاً ونهارا لعبادة الله فكذبوه وعصوه، فأمره الله تعالى ببناء سفينة بطول وعرض معين وبعدة طوابق قبل الطوفان، يحمل عليها من كل زوجين أثنين من الحيوانات والطيور والوحوش بقرا وثورا وفيلة وعصفور وعصفورة وغيرهما, إضافة إلى المؤمنين به، لضمان بقاء الحيوانات والطيور على الأرض بعد الطوفان. وفيها دعوة للبشر لإنشاء محميات طبيعية للمحافظة على الحيوانات من الانقراض وحمايتها من العوامل المناخية الصعبة.
كما أن قصة أصحاب السبت وهم من اليهود، لعنهم الله ومسخهم إلى قردة وخنازير بعد أن منعهم الله من صيد الأسماك والحيتان يوم السبت، فاحتالوا على الله عز وجل بإدخالهم السمك في أحواض يوم السبت واصطياده يوم الأحد، دليل آخر على ضرورة تنظيم الصيد وفق قوانين وتشريعات بيئية للمحافظة على الحيوانات من الانقراض، فالإسلام أولى اهتمامه بالبيئة البحرية هي الأخرى، كما أن حلم الملك عزيز مصر في قصة سيدنا يوسف عليه السلام بالبقرات السمان والعجاف والسنابل الخضر واليابسات، ما هي إلا دعوة من رب العالمين إلى الاستزراع والادخار والترشيد، مع ضمان حق الأجيال القادمة في موارد الثروات الطبيعية، وهي إشارة إلى دور التنمية المستدامة في الحفاظ على التنوع النباتي.
وأخيرا، نلالحظ إلمام الإسلام بكل جوانب الطبيعة من الإنسان كعنصر فاعل إلى الحيوان وحقه في المأكل والمشرب والمعاملة الحسنة وحق الأرض في ضرورة الاعتناء بها بخدمتها حسن استغلال الثروات الطبيعية.كما قدم الإسلام حلولا جاهزة، تضمن استمرار التنوع البيئي وضمان العيش بمواجهة الكوارث الطبيعية، كالجفاف والطوفان من خلال المحميات والادخار وترشيد استهلاك الثروات